المنامة في 02 يوليو / أكد سعادة السيد محمد بن ثامر الكعبي، وزير المواصلات والاتصالات رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء،أهمية استضافة مملكة البحرين لمنتدى الفضاء الدولي بنسخته السادسة، والذي يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وأشاد الوزير الكعبي، خلال كلمته الافتتاحية لأعمال المنتدى، باستضافة مملكة البحرين لهذا التجمع العالمي الهام والذي يعقد على مستوى عال من التمثيل الرفيع، مؤكدا أهمية احتضان المنطقة لهذا المنتدى العالمي الذي يناقش مستقبل الفضاء، في ظل دعم الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية (IAF) ووكالة الفضاء الإيطالية (ISA) في انجاح أعمال المنتدى التي يحضرها ويشارك بها كبار الخبراء في مجتمع الفضاء العالمي، لافتاً إلى أهمية الخطوات التي اتخذتها منطقة الخليج العربي والعالم العربي في مجال علوم الفضاء.
ونوه الكعبي، خلال كلمته، بجهود الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء (NSSA) مع شركائها الدوليين لإنشاء منصة تعزز الابتكار وتبادل المعرفة والشراكات التعاونية، حيث تقاربت الرؤية المشتركة لاستكشاف الفضاء والدبلوماسية والتنمية الاقتصادية، مبيناً التزام المملكة باستكشاف الفضاء باعتباره جزءً من السياسة الوطنية، والتي تنعكس من خلال الخطة الاستراتيجية للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، الهادفة إلى جعل مملكة البحرين مركزاً إقليمياً وعالمياً للمؤتمرات والحوارات المتعلقة بالفضاء.
وأشار وزير المواصلات والاتصالات إلى أن المنتدى الذي يقام تحت عنوان “الفضاء كعامل تغيير في الدبلوماسية والتنمية الاقتصادية في المنطقة”، يؤكد أهمية القوة التحويلية للتكنولوجيات الحديثة في تقديم خدمات ذكية وفعالة وعالية الجودة تعود بالنفع على المجتمع وتفيد صناع القرار.
من جانبه؛ أشاد معالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، باستضافة مملكة البحرين لمنتدى الفضاء الدولي – الفصل الخليجي 2024، وقال إنه منتدى مهم يأتي وسط تطور سريع واهتمام متزايد بقطاع الفضاء في دول مجلس التعاون الخليجي، استجابة لرغبة هذه الدول في مواكبة نمو وتطور هذا المجال.
وأضاف الأمين العام أن المواضيع التي تمت مناقشتها في هذا المنتدى هامة، ومنها ما يتعلق بمراقبة الأرض واستكشاف الفضاء ومواءمة السياسات الفضائية، وهي من بين أهم القضايا التي تحتاج إلى معالجة.
وعبر عن أمله في أن تكون مخرجات المنتدى بمثابة الحافز لدول المنطقة للاستثمار بشكل أكبر في علوم وتطبيقات وخدمات الفضاء، إضافة إلى الاستثمار في رأس المال البشري.
وأوضح الأمين العام أن قطاع الفضاء يشهد نمواً سريعاً في ابتكار وتطوير الخدمات والتطبيقات الفضائية، مما يساهم في تحسين حياة الفرد والمجتمع. مشيرا في هذا المجال الى ما تقدمه تطبيقات مراقبة الأرض من خدمات لمراقبة البيئة وتغير المناخ ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والدعم في مجالات الصحة والطاقة والزراعة والصناعة، منوها إلى أن الاستثمارات العالمية في مجال استكشاف الفضاء وصلت إلى حوالي 272 مليار دولار منذ عام 2013.
وقال إن دول مجلس التعاون الخليجي تعمل منذ عقود على تعزيز قدراتها في هذا المجال، حيث تم إنشاء وكالات وهيئات فضائية وطنية، وإطلاق عدة مبادرات تشمل برامج أكاديمية وتدريبية متخصصة، وتشجيع الابتكار والبحث العلمي، موضحاً أن قيمة اقتصاد الفضاء في دول مجلس التعاون الخليجي تقدر بأكثر من 10 مليارات دولار، موزعة على مختلف القطاعات، حيث تهدف بلداننا إلى زيادة الاستثمار في قطاع الفضاء لتحقيق خططها الوطنية الطموحة.
واستعرض الأمين العام أهم الإنجازات البارزة التي حققتها دول مجلس التعاون الخليجي؛ منها انجاز دولة الإمارات العربية المتحدة التي أطلقت مسبار الأمل عام 2020 بالشراكة مع مركز محمد بن راشد للفضاء وعدة جهات عالمية، ونجاح مملكة البحرين في اطلاق مشروع دراسة وخفض الانبعاثات الكربونية بالتعاون مع المملكة المتحدة، وانجاز المملكة العربية السعودية مهمة إرسال رائدين إلى محطة الفضاء الدولية لإجراء تجارب علمية بالتعاون مع وكالة ناسا، واطلاق سلطنة عمان مشروع منصة إطلاق علمية إلى الفضاء، وتوقيع دولة قطر لمشروع مع وكالة ناسا لتصميم وإطلاق قمر صناعي لأبحاث المناخ، ومشاركة دولة الكويت مع فريق مشروع القمر الصناعي SMAP التابع لناسا. معبراً عن فخره واعتزازه بوجود كوادر خليجية رائعة حققت التميز في قطاع الفضاء
إلى ذلك؛ قال البروفيسور تيودورو فالينتي، رئيس وكالة الفضاء الإيطالية، إن منتدى الفضاء الدولي الذي يقام في مملكة البحرين يعتبر المكان المثالي لمناقشة مواضيع الفضاء، حيث النهج الذي يركز على الاستقرار والأمن والتنمية والتنوع والهوية الوطنية.
وبين البرفسور فالينتي أنه سيتم مناقشة 3 محاور رئيسية؛ أولها محور مراقبة الأرض: من التكنولوجيا إلى التطبيقات والخدمات، ومحور استكشاف الفضاء: بوابة إلى الكون، ومحور الرؤى والسياسات الفضائية: تبادل الخبرات وأفضل الممارسات.
وقال إن منطقة الخليج العربي منطقة فضائية ناشئة تتمتع بالعديد من الفرص والطموحات الكبيرة، وعبر عن قناعته بأن يكون التبادل بين البلدان الناشئة والدول المرتادة للفضاء مفيدا ومثمرا للغاية، فالمعرفة والخبرة هما ركيزتان حاسمتان للتنمية المستدامة، مؤكدا أن هذا المنتدى سيفتح فصلا جديدا من العمل الدولي في قطاع الفضاء، وسيتم التعاون لتحقيق الأغراض السلمية.
من جانبه؛ أعرب السيد كلاي موري، رئيس الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية (أسترونيتيكال IAF)، عن تقديره لاستضافة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء بمملكة البحرين لهذا المنتدى الهام، مشيرا إلى أن الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء (NSSA ) ومنذ انضمامها إلى الاتحاد عام 2021، أظهرت مشاركة وحماسًا ملحوظين في مبادرات IAF.
وأكد السيد موري أهمية دور المسؤولين في قطاع الفضاء في المنطقة لاستكشاف سبل مساهمة علوم وتكنولوجيا الفضاء في تحقيق تنمية أكبر في المنطقة، إذ يوفر المنتدى منصة فريدة لصناع القرار لاتخاذ خطوات ملموسة لتلبية احتياجات المنطقة واحتياجات سكانها، مع تعزيز قدراتهم وإمكاناتهم أيضًا.
وأضاف أن المتحدثين في هذا المنتدى سيكون لهم الدور الحاسم في تحديد سياسات الفضاء القادمة، وتعزيز الوعي والتنمية الإقليميين، وسبل استكشاف الفضاء كبوابة إلى الكون والمستقبل، والمساهمة الحيوية لتقنيات الفضاء في تعزيز الأمن والاستقرار الاقتصادي في منطقة الخليج.
وفي تصريح خاص لوكالة أنباء البحرين (بنا)؛ عبر الدكتور محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، عن فخره واعتزازه بإقامة منتدى الفضاء الدولي في نسخته السادسة على أرض مملكة البحرين، إذ يعتبر أكبر منتدى تعقده منظمة الملاحة الفضائية الدولية خارج أوروبا، وبين أن ما يميز هذا اللقاء الذي يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنه يشهد تفاعلا خليجيا كبيرا مع هذا الاجتماع العالمي، وهو ما يؤسس لانطلاقة جديدة لقطاع الفضاء الحكومي والخاص في هذا الجزء من العالم.
وأوضح الدكتور العسيري أن دول الخليج، بما حباها الله من قيادات رشيدة وشباب طموح، تملك القدرة على العمل والابداع في قطاع علوم الفضاء، حيث برزت شخصيات شبابية متميزة في قطاع الفضاء مثلوا تجارب ناجحة وواعدة وملهمة، ليس فقط لأبناء البحرين والخليج العربي، بل لأبناء الوطن العربي كافة.
ولفت العسيري إلى أهمية العمل المتواصل من أجل استكشاف الفضاء والاستغلال الأمثل للبيانات والمعلومات الفضائية من خلال الاستشعار عن بعد، وبحث الجوانب التشريعية والقانونية لاتباع أفضل الممارسات الدولية، وهي جميعها تؤسس لقطاع فضائي مزدهر ومستدام لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وعلى هامش انعقاد المنتدى؛ أشاد معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب بدولة الامارات العربية المتحدة، في تصريح خاص لوكالة انباء البحرين (بنا)، بعقد هذا المنتدى الهام على أرض مملكة البحرين ووصفه بالفرصة للاطلاع على آخر التكنولوجيا والمشاريع المستقبلية في قطاع الفضاء.
وأكد أهمية التوجه إلى الاستثمار في قطاع الفضاء على مستوى جميع الدول، تقنيا وعلميا، مبينا أن ثمة فرصة لاطلاع النشء على علوم المستقبل في جميع المجالات، وتوضيح الأبعاد المستقبلية للاحتياجات الوظيفية في المنطقة.